لايختلف إثنان في كون بيداغوجيا الإدماج مشروع تربوي واعد من حيث بعده التنظيري فيالحقل التربوي.خصوصا فيما يتعلق بتهييء الشروط الطبيعية للانخراط الحقيقيللمتعلم في الفعل التربوي وبناء التعلمات
ولايختلف اثنان في أنها جاءت لإرساء مقاربة الكفايات. والمذكرة 204 هيالوعاء الذي نظم تمفصلات الأجرأة الميدانية لمفهوم الإدماج من خلالالمراحل الأربعة وأنماط التقويم المتعلقة بالموارد والكفايات .وبناءالوضعيات واستراتيجية رصد التعثر الدراسي .ثم بناء الدعم على معطياتهادفة.....الخ
هذا كله في العمق يضفي على فن التربية نكهة العلمية والواقعية.
إلا أننا وللأسف الشديد نرى أن هذه البيداغوجيا وما تلاها من ترسانةتوجيهية لم تنشأ في رحمها الطبيعي مما ترتبت معه تداعيات لعبت ضد تيارهاوجعلت من موسم تعميمها موسما استثنائيا بامتياز.
ففضلا عن غياب عنصر التدرج المفترض في استيعاب فلسفة هذه البيداغوجيا. جاءت بشكل منزل يستدعي الأستاذ والمدير معا لتفعيلها منذ مطلع الموسمهذا في غياب انطلاق الدورات التكوينية حولها والتي كانت هي الأخرى أبعد ماتكون عن الإعداد الحقيقي للتعامل معها والإلمام بتفاصيلها على تشعبها.
ومما عمق مشهد الإرتجالية في إرساء أسس هذه المقاربة الهامة التأخر الواضح للمذكرة 204.
هذه المذكرة التي كانت دقيقة التفاصيل في تطبيق المقاربة كان من المفترضأن تحتل محور النقاش والتكوين منذ بداية الموسم إن لم نقل منذ الموسمالمنصرم.
هذه الأجواء المغبرة خلقت فوضى فكرية لدى الأغلبية ، وجعلت الفعل التعليميالتعلمي يمارس في فضاء ارتجالي تغيب فيه الثقة بالأداء وتعجل بأحكامالتمرد والرفض لهذا المشروع التربوي.
وإذا كان الأمر كذلك فمنطقي جدا ألا ننتظر من العمل الإرتجالي إلا تعدد المواقف وتباين النتائج التي ستكون في أغلبها دون المأمول.
وأكيد جدا أن للسادة المديرين شأن في هذا الأمر. إذ منهم تعامل بشكل أوبآخر مع المذكرة 204 وأعتمدها مؤسساتيا في تقويم نتائج المتعلمين .ممايعني في منتهى الأمر لزوم بناء الإمتحانات الإشهادية وفق المقاربةالمعتمدة على طول السنة.
ومنهم - وهم السواد الأعظم -من عطل التعامل مع هذه المذكرة كما هو معلوملأسباب متعددة انضافت إليها سلسلة الإضرابات. وهذا يعني اعتماد السلوبالمعهود في صياغة الإمتحانات الإشهادية.
خلاصة الأمر أن المذكرة 73 جاءت تستشير بخصوص الصيغة الممكنة من بين ثلاث صيغ حول الإمتحانات الإشهادية.
والحالة هذه فمن العبث التوحد حول صيغة واحدة. وهذا أمر يفترضه المنطق التربوي
وتؤكده النظريات التي تعنى بعلم النفس المعرفي.
إذ كيف لمدير بإقناع المدرسين عن مقاربة اعتمدوها طيلة الموسم أن يتخلواعنها ويقوموا نتائج المتعلمين وفق النسق المألوف. ونعلم تداعيات هذا الطرحمن فقدان الثقة ومايليه من اختلالات.
والعكس كيف لمدير أن يقنع الأساتذة باعتماد المذكرة 204 في صياغةالإمتحانات الإشهادية ؟وهو أمر مرفوض بالقوة والفعل مادامت المذكرة 204تعني العمل بها بشكل مركب منذ البداية حتى النهاية تأسيسا على النسقالبنيوي الذي يؤطر بيداغوجيا الإدماج؟
والأهم من كل ذلك فالمذكرة 204 تعني في عمقها الإستراتيجي التأمين الأدقللزمن المدرسي لأنها عمليا تمتد لتغطي كل زمن تمدرس المتعلم. ومع هذاالطرح فكيف يمكن ان نتصور مرامي المذكرة 204 مع رقم قيايسي مؤسساتيا فيالحصص التي التي عرفت عدم تمدرس المتعلمين بسبب سلسلة الإضرابات؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا موسم استثنائي بامتياز. قدر لابد من الإيمان به . وبالتالي عليناالتعامل معه منطق الإستثنائية.فقط المطلوب ان نستثمر أوضاعنا .وحتى إنكانت أخطاء فلنتعظ بها ولنعتبرها لحظة تعلم وعبور في المستقبل القريب نحوالأحسن ولنكن حذرين جدا لأن التأثيرات تصب مباشرة على رأسمال ثمين جدا هوفلذات أكبادنا جميعا
منقول للتقاسم