الشعب يريد إصلاح التعليم
من المعلوم أن قضية إصلاح التعليم تعتبر القضية الأولى من حيث الأولوية والأهمية بعد قضية الوحدة الترابية للمملكة ، لكن ما حدث خصوصا خلال السنوات الثلاث الأخيرة يؤكد بالملموس أن قضية تصفية التعليم وخصوصا المدرسة العمومية باتت هي القضية الأولى من حيث الأهمية والألوية ، حيث جاءتنا السيدة الوزيرة بمشروع قيل عنه أنه ضخم ، وأنه الكفيل بأن ينتشل التعليم من مستنقع الضياع والضلال ليرتقي به إلى مستوى يرضي المغاربة قاطبة، ليتبين من خلال تطبيقه أنه مشروع مستورد ، مشروع لا يبث لواقع التعليم بالمغرب بأي صلة مشروع أهم ما يميز هو الارتجال والتخبط والتناقض الذي تتسم به أغلب مراحله ومخططاته لتبقى تسمية مشروع ضخم تناسب فقط الميزانية الضخمة التي رصدت لتطبيقه هذه الميزانية التي باتت تصرف بلا رقيب ولا حسيب ، ميزانية معظمها عبارة عن قروض ضخمة مؤجلة وبعيدة المدى من حيث التسديد ميزانية سيتحمل أتعاب سدادها الشعب المغربي والحكومة المقبلة التي نرثى لحالها قبل تشكيلها نظرا لهذا الإرث الثقيل الذي سترثه عن هذه الحكومة العتيدة حكومة عباس الفاسي .
إذن فضخامة ميزانية المخطط ألاستعجالي لا تناسب بتاتا مع ما جاء به هذا المخطط وما اتسم به من تسرع واستعجال وتخبط وتناقض ....إلخ
والسبب في ذلك هو تهميش القاعدة التي تمارس مهنة التدريس في الميدان من أستاذة ومديري ومفتشي التعليم الابتدائي ، والذين يشكلون الدعامة الأساسية لأي إصلاح حقيقي ،إصلاح ينبثق عنهم هو الكفيل بالنجاح ، أما استيراد المشاريع الأجنبية الجاهزة وتشكيل لجان من المحظوظين من الأقرباء والأحباء والذين في غالب الأحيان لا علاقة لهم بالتعليم بصفة عامة أو التعليم الابتدائي المعني بالإصلاح على وجه الخصوص ، والانفراد بالتخطيط والتنظير والتنزيل عن طريق مذكرات وزارية عمودية ذات حمولة مرتجلة ومتناقضة مع سابقتها أو التي تليها وصياغتها بأسلوب فيه من التهديد والوعيد المبطن للأساتذة إذا لم يتقبلوها كما هي دون مناقشة مضمونها وتطبيقها تطبيقا حرفيا حتى ولئن كانوا يعلمون علم اليقين أن فيها من الإفساد أكثر مما فيها من الإصلاح نظرا لتجربتهم وخبرتهم ومعرفتهم بمستوى متعلميهم وخصوصيات منطقهم ...
إن هذا النوع مما يصطلح عليه " الإصلاح " بات مرفوضا رفضا تاما ، وقد طفح الكيل بهذه الفئة الفاعلة والتي تجدها في جميع المناطق ،في الحواضر
والبوادي ،في قمم الجبال، في السفوح ،وفي الوديان ،والصحاري ،هذه الفئة النشيطة التي كانت وما تزال تتفاعل بشكل إيجابي مع كل " فكرة " يصطلح عليها إصلاح التعليم ، حتى وإن كانت تطرح بشكل عمودي من أشخاص يظهر أنهم لا يعلمون ولو جزءا يسيرا عما يريدون إصلاحه ، أشخاص لا علاقة لهم بواقع التعليم و لا ومهنة التدريس ولا حال وحالة التعليم وتنوع خصوصياته من منطقة إلى أخرى سوى أنهم بالصدفة تم اختيارهم محاباة أو مجاملة أو إرضاء لجهات نافذة من أجل هذه المسؤولية التي يهاب تحملها حتى ذوو الاختصاص والكفاءة العالية في الميدان والنتيجة تكون بظهور
السيد الوزير بعد ما أعياه الركض وراء الجرار ليعلن عن إفلاس التعليم بالمغرب ، وهذا أمر مضحك جدا جدا . فالسيد أحمد أخشيشن يعترف بعظمة لسانه عن إفلاسه وإفلاس زبانيته وهذا أمر توقعته وتوقعه الجميع منذ الوهلة الأولى لان إسناد الأمور إلى غير أهلها يؤدي إلى انتظار الساعة وليس فقط إلى إفلاس تعليم مفلس بسبب كثرة المخططات والإصلاحات الفاشلة للحكومات المتعاقبة ولوزراء التربية الوطنية المضحكين الذين تعاقبوا على تسيير هذا القطاع الذي من خلاله تنتج مواطني الغد .
أقول للسيد الوزيرة لقد أفلس التعليم في المغرب يوم هجرت مكتبك بوزارة التربية الوطنية وانتعلت حذاءك الرياضي وتفرغت للركض وراء " الجرار" لخدمة مصالح شخصية وأهداف سياسية ضيقة، واليوم بعد ما أعياك الركض وأخذ منك التعب مأخذه وباتت صورة الجرار
امام عينيك كصورة طيف أو سراب تتلاشى وتيقنت أن ساعات هذا الجرار باتت معدودة تذكرت منصبك المحترم ومسؤولياتك الجسيمة تجاه البلد الكريم العزيز، الذي يتمنى حتى الأجانب الانتماء له اليوم فقط جئت لتعلن إفلاس التعليم بالمغرب !!!!؟ أظنك وصلت متأخرا وقد فاتك قطار التعليم بعدما فاتك جرار الهمة .
ملاحظة : كاتب الموضوع هو الأستاذ : "م و" / فرعية " س ج "