أشكر الإخوة الكرام على ملاحظاتهم القيمة ولتوضيح الأمر تجدر الإشارة إلى أن : ـ تخطيط التعلمات من منظور بيداغوجيا الإدماج:
يتم التخطيط بعقلنة محكمة تبدأ من تقويم الكفاية النهائية لآخر السنة ( السابقة ) وتكون في آخر السنة الدراسية، ثم تقويم تشخصي في بداية السنة الدراسية الموالية، بعدها إرساء الموارد من خلال تخطيط التعلمات الجزئية عبر مراحل السنة ثم الإدماج المرحلي لتلك الموارد ثم الإدماج النهائي في نهاية السنة الدراسية لننتهي إلى تقويم الكفاية النهائية لآخر السنة الدراسية الحالية. وسيتضح هذا كله من خلال التطرق إلى:
ـ مفهوم التخطيط: ويعني في هذه البيداغوجيا: تنظيم كرونولوجي ( زمني ) للتعلمات الجزئية ( الموارد ) ولتعلمات الإدماج، قصد تسهيل إنماء ( بناء ) الكفاية الأساسية.
ـ مستويات التخطيط: وهي:
* تخطيط عام ( سنوي ) متعلق بالكفاية ككل ويمتد على طول السنة الدراسية، ويضم:
ـ تقويم الكفاية النهائية لآخر السنة.
ـ تقويم تشخيصي في بداية السنة الدراسية.
ـ تقويمات تكوينية مرحلية.
ـ مصوغة الإدماج لنهاية السنة الدراسية.
ـ مصوغة الإدماج المرحلية.
ـ التعلمات الجزئية.
ويمكن تقديم نموذج توضيحي لهذا التخطيط. * تخطيط مرحلي ويخص مرحلة من مراحل نماء ( بناء ) الكفاية، ويستغرق شهرين. وهذا التخطيط يخص السيد الأستاذ/ة. وينطلق فيه من نص الكفاية المرحلية، ثم يحدد الموارد التي ستعبأ لإنماء الكفاية، ويصوغها على شكل أهداف تعلمية وليس على شكل عناوين الدروس. وينظمها زمنيا وموضوعيا من حيث تكون المحصلة الموالية نتيجة المحصلة الأولية وهكذا مع تخصيص حيز زمن لتقويم الموارد. ثم يخطط زمنيا للأنشطة التي سيتم تحقيقها خلال أسبوعي الإدماج. ـ المبادئ الموجهة لبناء تخطيط أسبوعي الإدماج: حيث يقوم التخطيط على:
* كفاية المرحلة المستهدفة.
* يخصص الأسبوع الأول لتعلم الإدماج، ويقوم فيه السيد الأستاذ بمصاحبة المتعلم لتعلم الإدماج. ويهم الوضعيات عدد 1 في الأسبوع الأول. ويمكن أن يكون فيه العمل جماعيا وفرديا.
* يخصص الأسبوع الثاني لتقويم القدرة على الإدماج، وفيه يتخلى الأستاذ عن المصاحبة المركزة. ويهم الوضعيات عدد 2 في الأسبوع الثاني، حيث يكون فيه العمل فرديا مصحوبا بتشخيص الأخطاء وعلاجها.
والكفاية المرحلية هي التي تهم مرحلة ما من مراحل نماء الكفاية سنويا، ويمكن الاطلاع على النموذج التالي للكفايات المرحلية ثم الكفاية الأساسية في:
ـ الشفوي في اللغة العربية مثلا في المستوى الأول. ـ الكتابي في اللغة العربية مثلا في المستوى الأول. * الدقة عند التخطيط.
* احترام قدرة المتعلم على التركيز، بحيث يجب الاقتصار على وضعية واحدة خلال تتجاوز الساعة الواحدة.
* الانتباه إلى طبيعة المادة عند التخطيط ( شفوية أو كتابية ).
ـ معايير التخطيط الجيد: تفيد هذه المعايير:
* أن يستند التخطيط على البرنامج والوثائق الرسمية.
* أن يأخذ بالاعتبار خصوصيات ومعطيات المتعلمين.
* أن ينص على الكفايات الأساسية.
* أن ينص التخطيط على فترات محددة بدقة بالنسبة للأنشطة الآتية:
ـ التعلمات الجزئية الخاصة بالموارد ( معارف ـ مهارات ـ مواقف ).
ـ دمج الموارد والمكتسبات.
ـ تقويم الكفايات المكتسبة أو التي في طريق اكتسابها.
ـ المعالجة والتدخل على إثر تقويم درجة نماء الكفاية.
* أن ينص التخطيط على وضعيات الإدماج في أسبوعي الإدماج.
* أن ينص التخطيط على الكفايات التي تقوم في نهاية التعلمات ( الكفايات المرحلية والنهائية ).
ـ المبادئ التي يقوم عليها تخطيط أسبوعي الإدماج13:
أ ـ موقع أسبوعي الإدماج بالنسبة للتخطيط المرحلي: وهو موقع يقع في الأسبوعين السابع والثامن بعد ستة أسابيع لإرساء الموارد. كما في الشكل التالي:
إنماء الكفاية عبر:
ـ تعلم الموارد وتقويمها.
ـ ومراجعتها ودعم المكتسبات.
ـ الربط بين الموارد.
ـ التلخيص.
ـ والتوليف.
ـ .....
ـ تعلم دمج الموارد.
ـ تقويم درجة نماء الكفاية.
ـ إصلاح الأخطاء.
ـ ودعم المكتسبات.
ـ ومعالجة خلل التعلم في إنتاج التلاميذ.
ـ من أجل الرفع من قيمة الإنتاج وثمة إنماء الكفاية.
ب ـ المبادئ: وتضم:
1 ـ المبدل الأول: يعتبر كل نشاط التعامل مع الوضعية الإدماجية تعلما:
ـ فهم الوضعية.
ـ بناء الإنتاج.
ـ التحقق.
ـ الرفع من قيمة الإنتاج.
2 ـ المبدأ الثاني: النشاط التعلمي له زمن ومضمون ويمكن تقويمه وتعديله.
3 ـ المبدأ الثالث: التعامل من خلال أسبوعي الإدماج، مع المكتسبات السابقة دون اكتساب تعلمات جديدة.
4 ـ المبدأ الرابع: الأسبوع الأول لتعلم الإدماج ( الوضعية 1 ) والأسبوع الثاني لتقويم على ( الوضعية 2 ).
5 ـ المبدأ الخامس: إضافة إلى المعالجة الفورية التي تصاحب أنشطة التعامل مع الوضعية الإدماجية تعتمد المعالجة المركزة.
6 ـ المبدأ السادس: احترام قدرة المتعلم على المركزة ( مراعاة السن والمستوى )، يستنتج:
ـ عدم الاقتصار على مادة واحدة وترشيد التوزيع الزمني ضمانا لانخراط المتعلم.
ـ اعتماد وثيرة عمل منسجمة مع نسق التعلم.
ـ تدبير أسبوعي الإدماج: ويتم فيه التخطيط أربع صحح، وهي14:
1 ـ في بداية الأسبوع يكتشف المتعلم كراسة الوضعيات ووظيفة كل أداة من أدوات العمل ( بطاقة التمرير وشبكة التحقق ). وتستغرق هذه الحصة 30 دقيقة.
2 ـ حصة أولى وتستغرق 30 دقيقة لفهم الوضعية ومعرفة المهمات المطلوبة باعتماد بطاقة التمرير وبمساعدة الأستاذ/ة.
3 ـ حصة ثانية وتستغرق 30 دقيقة تهم إنجاز المهمة وفق التعليمات، باعتماد بطاقة التمرير وباحترام شبكة التحقق وبمساعدة الأستاذ/ة.
3 ـ حصة ثالثة وتستغرق 30 دقيقة للتحقق بتوظيف شبكة التحقق ومطابقة الإنتاج للمعايير من قبل المتعلم، ولتحقق الأستاذ/ة من تحكم المتعلم في مؤشرات التحكم الأدنى.
4 ـ حصة رابعة وتستغرق 30 دقيقة للدعم والمعالجة.وتقتضي دعم مكتسبات التلميذ ومعالجة الأخطاء في الموارد أو دمجها أو فهم الوضعية أو غيرها مما يكشفه تقويم الوضعية.
.
وعن المعالجة، فإن المصوغة تقول:
ـ ما المعالجة؟ سؤال يفيد لديها أن المعالجة:
* قضية عقلية.
* قضية هيكلة.
* قضية أدوات.
ـ والمعالجة قضية عقلية، وتتعلق ب:
* مكانة الخطأ،
* تصور المتعلم،
* تصور الذات المهنية.
ـ والمعالجة قضية هيكلة، وتتعلق ب:
* تحديد الأولويات حسب تواتر الخطأ وعلاقته بالكفاية الأساسية،
* ضبط مجموعات التلاميذ،
* تشخيص الأخطاء،
* التأكد من صحة التشخيص،
* ضبط استراتيجية الفعل العاجلة والآجلة والمستمرة،
* التأكد من أثر المعالجة خصوصا إذا كانت النتائج ضعيفة جدا.
ـ والمعالجة قضية أدوات، وتتعلق بالأداة التي قد تكون:
* وضعيات لإعادة بناء المفهوم،
* تمارين لتثبيت المفهوم،
* وضعيات محسوسة لتمثل المفهوم،
* وضعيات إدماجية جديدة لتوظيف المفهوم،
* أنشطة ثقافية للعمل على دافعية المتعلم.
والإدماج يكون بوضعية الإدماج وفق هذه البيداغوجيا، وهي فيها تحتل موقعا مركزيا فيها، حيث تروج حولها المعالم التالي15:
1 ـ تعريف الوضعية الإدماجية:
* مجموعة معلومات وبيانات تتم تعبئتها في سياق وبطريقة مدمجة من لدن شخص أ و مجموعة من الأشخاص من أجل إنجاز مهمة منتوجها غير معروف مسبقا (Xavier Roegiers)
* مرتبطة بالكفاية ومهيأة للاستعمال في نهاية التعلم
* مهيأة لتمكن التلميذ من التمرن على إدماج مكتسباته والتحقق من القدرة على هذا الإدماج المتـَعَلم
* مهيأة لتمكن المدرس من تقويم درجة التحكم في الموارد والمهارات والقدرات التي يفترض أن يكون قد تم اكتسابها من لدن المتعلم داخل حصص التعلمات المجزأة.
2ـ دور الوضعية الإدماجية:
· إنماء الكفاية الأساسية.
· تقويم درجة نماء الكفاية الأساسية.
1. ـ كيفية بناء وضعية إدماج:
· تحديد الكفاية الأساسية المستهدفة.
· تحديد تعلّمات (الموارد أو الأهداف التعلّميّة) الّتي تنمّي الكفاية الأساسية المرجو إدماجها.
· اختيار وضعية تنتمي إلى فئة من الوضعيات في متناول المتعلم، ذات معنى، جديدة وتمكّن من إدماج موارد مكتسبة.
4 ـ مميزات الوضعية الإدماجية:
· تجعل المتعلم يعمل على تعبئة الموارد المكتسبة (لا اكتساب معارف جديدة مجزأة).
· مهامها مركّبة : الإجابة عنها تقتضي تعبئة موارد مدمجة.
· ملائمة لمستوى المتعلّم.
· قابلة للتقويم.
· مستمدّة من الحياة اليومية.
· دالّة بالنسبة للمتعلّم.
· تنتمي إلى فئة من الوضعيات ذات العلاقة بالكفاية الأساسية المنشودة.
· جديدة وذات سياق جديد بالنسبة للمتعلّم.
· تطرح مشكلا للمتعلّم.
· أن تكون ذات حلول ممكنة.
· تحتوي على أسناد (مصوّرة و/أو مكتوبة ...)، بها معلومات أساسية وأخرى مشوّشة.
· تحتوي على 3 تعليمات.
· تستهدف مجموعة من الموارد القابلة للإدماج.
5 ـ وظائف الوضعية الإدماجية:
· إنماء الكفاية.
· تعلم دمج الموارد.
· التمرس على دمج الموارد ضمن وضعية.
· التمرس على حلّ مهمّة مركبة.
· التمرس على التقويم الذاتي : عبر شبكة التحقق الذّاتي للتثبّت من توّفر مواصفات الجودة المطلوبة في إنتاج التّلميذ مثل الملاءمة وسلامة أدوات المادة.
· تقويم درجة نماء الكفاية.
· عبر وضعيّة إدماجية تنتمي إلى فئة عائلة الوضعيات.
· تستهدف استخراج معلومات من منتوج المتعلّم.
· فحص درجة توافق هذه المعلومات مع مجموعة من المعايير مثل الملاءمة وسلامة أدوات المادة.
6 ـ أدوات تفعيل الوضعية الإدماجية:
· دفتر الوضعيات الإدماجية
· دليل الإدماج وفيه :
· بطاقة التمرير.
· شبكة التحقق.
· شبكة التصحيح.
وأما نماء الكفاية الأساسية، فيتعلق بالمؤشرات والمعايير ضمن عملية التقويم، الذي أتت به الوثيقة 302 لسنة 2008 محاطا بالحيثيات التالية:
1 ـ مفهوم التقويم:
هو جمع المعلومات (من إنتاج المتعلم)،قصد فحص درجة توافقها مع مجموعة من المعايير والمؤشّرات بهدف أخذ قرار.
2 ـ وظائف التقويم:
· وظيفة توجيهية: التقويم التشخيصي وينجز قبل بداية التعلم.
· وظيفة تعديلية: التقويم التكويني وينجز أثناء التعلم.
· وظيفة إشهادية تقويم إجمالي ويتم في آخر التعلم.
3 ـ المعلومات ووسائل جمعها:
· تتخذ المعلومات أشكالا متعددة:
· الاستعدادات والمؤهلات (التقويم التشخيصي).
· أخطاء (التقويم التعديلي).
· نقط التفوق أو النجاح (التقويم الإشهادي).
· وسائل جمع المعلومات قد تتخذ أشكالا متعددة : تمارين...في حالة تعلم جزئي (موارد) أو وضعيات في حالة كفاية أو الهدف الإدماجي النهائي.
4 ـ المعايير:
· هي صفات العمل المنتظر من إنتاج التلميذ.
· يتم تحديدها عند صياغة الكفاية وتتصف بكونها:
· مجردة.
· عامة.
· من قبيل المثالية.
مثال: ملاءمة الإنجاز، انسجام المنتوج، التقديم الجيد، جدة المنتوج.
· ملحوظة: يصاغ المعيار بكلمة أو جملة ذات حمولة إيجابية، كما يشترط في المعايير أن تكون مستقلة بعضها عن بعض، بهدف تحقيق الإنصاف
5 ـ المؤشرات:
المؤشر هو وسيلة لأجرأة المعيار وهو قابل للملاحظة والقياس
مثال: بالنسبة لمعيار استعمال السليم لأدوات المادة (في مادة العربية)، يمكن أجرأتها عبر مجموعة من المؤشرات منها: احترام أو عدم احترام قواعد الصرف، التراكيب، المعجم...
6 ـ المعايير الدنيا ومعاييرالإتقان:
تنقسم المعايير إلى قسمين: معايير دنيا, ومعايير الإتقان.
· المعايير الدنيا: هي التي يعتبر التمكن منها ضروريا لامتلاك الكفاية.
· معايير الإتقان: هي معايير تتيح فرصة التمييز بين المتعلمين، كالتقديم الجيد للمنتوج، وجدته... (الإنصاف)
7 ـ المعايير المعتمدة في كراس الوضعيات:
·
o
§
§
المستويان:5-6
المستويات:1-2-3-4
االملاءمة
الملاءمة
االاستعمال السليم لمفاهيم وموارد المادة
االاستعمال السليم لمفاهيم وموارد االمادة
االانسجام
االتقديم الجيد
االتقديم الجيد
8 ـ لماذا اللجوء إلى المعايير و المؤشرات؟
· موضوعية التصحيح.
· توجيه التعلم والتعليم.
· السماح بتشخيص التعثر وفهم سببه واقتراح العلاج المناسب